ألف تنوين النصب، وأين تُرْسَمُ الفتحتان؟

29 ماي 2022 at 11:55 صباحًا أضف تعليق

شرح ألف تنوين النصب - موضوع

أين تُكتب فتحتا تنوين النصب، على ألف تنوين النصب أم على الحرف الذي قبلها؟

يكتب البعض تنوين النصب على الحرف السابق لألفه في اللغة العربية. مثل كلمة: يدوياً، حيث يكتبها البعض “يدويًا”.

الدافع خلف موضة كتابة التنوين على الحرف السابق لألفها يعود إلى زمن الآلات الكاتبة، حيث لم تكن هذه الآلات تتيح التحكم بالتباعد بين الأسطر، وكان التنوين يلتصق بالسطر الذي فوقه، ما يؤدي إلى عدم الوضوح فكان الحل في ذلك الوقت هو كتابة التنوين على الحرف السابق لكي يوضع في موضع منخفض ولا يلتصق بالسطر الذي فوقه و اليوم مع وجود أجهزة الكمبيوتر والقدرة على التحكم بالتباعد بين الأسطر، لم يعد هناك مبرر لاستخدام هذه الطريقة، خصوصاً أن لها العديد من المساوئ، وأهمها:

– في المثال السابق: يدويَّاً. الياء مشددة، أي أنها تحمل صوتين، صوت الياء مع السكون وصوت الياء مع الفتحة، ولا يمكن تحميلها الصوت الثالث لنون التنوين الساكنة. هذه الشدة هي في الأساس ما أوجب إضافة ألف التنوين.

– في بعض الحالات يكون الحرف السابق لألف التنوين منخفضاً في الرسم، فتصبح التنوين في موضع منخفض وقد تربك القارئ، مثال: سموًا (الصحيح: سمواً).

– في نفس المثال السابق، كتابة التنوين على الواو في كلمة “سمواً” يجعل الألف تظهر كألف التفريق الخاصة بواو الجماعة، وبالتالي يختلط الأمر بين الفعل “وقد سموا في أفعالهم” وبين الاسم “سمواً”.

– وقل لمن يؤكد على كتابة التنوين على الحرف السابق للألف : طالما كتبتها هكذا ونطقتها تنوين نصب فلماذا أصلا تضع ألف تنوين النصب؟!

– وبنظرة بسيطة إلى اسم هذه الألف ، فكلنا يعلم أن اسمها ألف تنوين النصب وهنا يكفي اسمها دلالة على عملها ، وفي رأيي المتواضع هي ليست بألف هي مجرد كرسي لوضع الفتحتين – مثل النبرة أو السنة أو الياء منزوعة النقاط لوضع الهمزة المتوسطة – وإنما سميت ألفا لأننا ننطقها ألفا عند الوقف فقط ( ألف الإطلاق ) بدون تنوين .

– يحتج بعض أنصار كتابة التنوين قبل ألفه بأن التنوين في القرآن الكريم تكتب قبل ألف التنوين، لكن هذه الحجة غير سليمة، فمن جهة، التنقيط والحركات أضيفت إلى الرسم القرآني في وقت لاحق، ولم تكن معروفة زمن النزول، وهي بالتالي قرار لغوي بحت وليس دينياً. ومن جهة أخرى، الرسم القرآني يختلف في قواعده الإملائية عن اللغة العربية العادية، وهناك الكثير من الاختلافات التي نعرفها جميعاً، وأبرزها مثلاً كلمة [الحيوة الدنيا] مع إضافة ألف المد فوق الواو.

– بالإضافة إلى ذلك، فإن القرآن الكريم في دول المغرب العربي يكتب بتنوين النصب فوق ألفه وليس على الحرف السابق.

خلاصة القول أنني شخصياً لا أرى أي منفعة من كتابة التنوين على الحرف السابق لألفه، وأتمنى أن يتم توحيد القاعدة ليكون التنوين دائماً على ألفه.

منقول

Entry filed under: Uncategorized.

لم يستحِ – لم يستحي

أضف تعليق

Trackback this post  |  Subscribe to the comments via RSS Feed


الصفحات

الأرشيف